'الإنترنت' تتاجر في البشر وتستغل الأطفال جنسيا
تعد
ظاهرة الإتجار في البشر بما تتضمنه من سلبيات، ومنها الاستغلال الجنسي
للأطفال، ظاهرة تاريخية، بما عرف عن عهود الرق والعبيد، قديما. وقد استقبل
الإسلام منذ أربعة عشر قرنا، هذه الظاهرة بالرفض وعمل على تلاشيها تدريجيا
بما يتناسب وتتابع سنوات الدعوة للدين الجديد، حتى رسخت القيم البديلة.
كما يذكر أن حكومة الولايات المتحدة الأميركية ألغت تجارة الرق، منذ أكثر
من مائتي سنة. * ما هو الإتجار في البشر؟
يقدر
بنحو مليوني شخص تقريبا، معظمهم من النساء والأطفال، يتعرضون للإتجار
سنويا، وأن تلك التجارة تحقق أرباحا قدرت بـ 32 مليار دولار سنويا. * تعريف
الإتجار
في البشر هو الوسيلة الأسرع والآخذة في التزايد التي يتم من خلالها إجبار
الأفراد على العبودية. ويتضمن الإتجار بالبشر نقل الأشخاص بواسطة العنف أو
الخداع أو الإكراه بغرض العمل القسري أو العبودية أو الممارسات التي تشبه
العبودية. ومع ذلك، فإنه عند الإتجار في الأطفال لا يحتاج الأمر إلى
ممارسة أي عنف أو خداع أو إكراه ضدهم، حيث يتم نقلهم إلى عمل استغلالي
يشكل نوعاً من الإتجار. * صور استغلال ضحايا المتاجرة بالبشر
المتاجرة
بالجنس، حيث تنفذ عملية جنس تجارية بالقوة، أو بالتزوير، أو التخويف، أو
أن يكون الشخص الذي أغري على القيام بمثل هذا العمل لم يبلغ سن الـ 18
بعد. ثم تجنيد أو إيواء، أو توفير حاجات، أو الحصول علي شخص من أجل عمل أو
خدمات، عن طريق استخدام القوة، أو التزوير، أو التخويف لغاية الإخضاع
لخدمة غير طوعية أو سخرة، أو عبودية. وليس من الضروري أن ينقل الضحية
جسديا من مكان لآخر كي تقع الجريمة ضمن هذه التعريفات. * للظاهرة جوانب عديدة وعوامل قاهرة تساعد على تزكيتها ورواجها، منها:
الإتجار
بالبشر على مستوى الدول أو المستوى الدولي والاقليمى. الإتجار بالبشر على
مستوى الوحدات الاجتماعية الصغيرة، من القبيلة حتى الأسرة. أما
العوامل التي تساعد على ميلاد وانتشار الظاهرة في المجتمعات المختلفة:
الفقر، والحاجات الاقتصادية الملحة للأفراد. عدم الوعي وقلة الخبرة لبعض
الأفراد، وهو ما يوقع بهم في براثن عصابات الإتجار بالبشر، وربما دخولهم
في دائرتها دون فهم أو وعى بأبعادها. فيما يرى البعض أنّ (البيئة المحيطة
بالطفل، يمكن أن تسمح بزيادة نسبة الاستغلال الجنسي للأطفال، لاسيّما مع
غياب التربية الجنسية، إذ إنه ووفقاً لمبادئ التنشئة الاجتماعية السائدة
لا يمتلك الطفل أدنى معرفة بالنواحي الجنسية). التقنيات الإلكترونية
الجديدة، وظواهر سلبية العولمة. البعد القانوني القاصر في مواجهة الظاهرة،
إما لعدم كفاية الجانب القانوني، وإما لعدم تطبيقه في حالة توافر بعض
عناصره. الهجرة غير الشرعية وغير المنظمة والمهاجرين. * الاستغلال الجنسي للأطفال
*
تعريف الاستغلال الجنسي "اتصال جنسي بين طفل وشخص بالغ من أجل إرضاء رغبات
جنسية عند الأخير مستخدماً القوة والسيطرة عليه."، ومعنى التحرش الجنسي
أوسع من مفهوم الاستغلال الجنسي أو الاغتصاب البدني فهو يقصد به أشياء
كثيرة منها: كشف الأعضاء التناسلية. إزالة الملابس والثياب عن الطفل.
ملامسة أو ملاطفة جسدية خاصة. التلصص على طفل. تعريضه لصور فاضحة، أو
أفلام. أعمال شائنة، غير أخلاقية كإجباره على التلفظ بألفاظ فاضحة.
اغتصاب. لعل
أسباب انتشار التحرش الجنسي فيما يلي: نقص التوعية الجنسية المطلوب
توفيرها للأطفال في مختلف الأعمار. التكتم على هذا الجانب من قبل أولياء
الأمور. حب الاستطلاع الذي يتميز به الأطفال مما يدفعهم إلى ممارسة تلك
السلوكيات. العامل الاقتصادي الذي يدفع العائلات أن ينام أفرادها في غرفة
واحدة. ويرى الأطباء النفسيون طرق حماية الطفل فيما يلي:
توعية
الأبناء منذ الصغر وبشكل صريح بعيد عن الابتذال. أن تكون التوعية حسب عمر
الطفل وتكون مبسطة جداً وبتوضيح أكثر مع الكبار. عدم السماح للأطفال أن
يناموا بفراش واحد. ينبغي مراقبة الأطفال عند اللعب، خاصة عندما يختلون
بأنفسهم فقد يفعلون أشياء تعتمد على التقليد للكبار، وببراءة. لا يسمح
للأطفال اللعب مع الكبار والمراهقين لئلا يحدث المحظور عن طريق الاستغلال
والاعتداء والانحراف وهذه هي الطامة الكبرى. ينبغي على الوالدين الحرص
والحذر الشديد أثناء ممارسة العلاقة الجنسية فيما بينهما وأن يسيطرا على
كل مجال يتيح التلصص لأبنائهما أو سماع صوتهما لأن حب الاستطلاع لدى
الأبناء بهذا الخصوص شديد جداً. تجنب التحدث أو التشويق أو الإثارة
الجنسية مهما كان نوعها. بعض الأمهات تلاعب طفلها بمداعبته لأعضائه
الجنسية وهو صغير كي تثير لديه الضحك وغرضها الدعابة ولا تدري أن هذه
المداعبة ستجلب له المشاكل فيما بعد. * الآثار النفسية والاجتماعية للاعتداء الجنسي على الأطفال
تتعدد
المضاعفات الجسدية والنفسية للتحرش الجنسي بما لا يمكن حصره في هذا المقال
ولكن سنحاول تلخيص مثل هذه المضاعفات بشكل سريع حتى نلمس عن قرب مدى
التدمير الذي يسببه هذا التحرش في روح الطفل قبل جسده، فالأعراض الجسمية،
وهي الأقل تدميراً والأسرع التئاما، تشمل الالتهابات الناشئة عن الاعتداء،
التي لم تعالج في الوقت المناسب نتيجة الخوف والخجل الذي يزيد من معاناة
الطفل، ناهيك عن الاضطرابات المعوية التي تصيبه، فضلا عن الالتهابات التي
تنشأ في الأجهزة التناسلية، والنزيف الذي ربما يحدث في المناطق التي تعرضت
للاعت