على
مدار أكثر من ثلاثين عاما أصبح الهولنديون علامة فارقة في ذاكرة الكرة
الكاتالونية وتحديدا في نادي برشلونة , فمنذ أن وطأت قدما المدرب الداهية رينوس ميشيلز أرض ملعب نيوكامب عام 1971 والحكاية الهولندية تروي بصخب حينا وبغضب أحيانا مشجعي الفريق الكاتالوني ومع الهولندي الطائر يوهان كرويف وزميله البارع يوهان نيسكنز ومن ثم المدفعية رونالد كويمان ومن بعده المدرب المتعثر لويس فان غال وتخمة
النجوم الهولنديين في النادي كانت مدرجات نيوكامب طوال هذه السنين تتلون
بأعلام الفرح الصاخبة أو بالمناديل البيضاء الغاضبة حتى بات وجود
الهولنديين في برشلونة مثار جدل ونقاش بين مؤيد ومعارض بين من يعتبرهم
نقمة ومن يعد وجودهم وبالا على الفريق.
في عام 1971 تسلم المدرب الهولندي العبقري رينوس ميشيلز تدريب
فريق برشلونة في سعي حثيث من النادي للاستفادة من خبرته وحنكته التدريبية
واستمرت تجربته الأولى مع الفريق حتى عام 1975 قاد خلالها الفريق للفوز
ببطولة الدوري مرة واحدة في موسم (1973/1974) ليغادر الفريق ويعود لقيادته
عام 1976 ويستمر معه حتى عام 1978 حيث ظفر في تجربته الثانية بلقب كأس
اسبانيا عام 1978 ليغادر الفريق بعد ذلك بشكل نهائي.
خلال وجود رينوس ميشيلز كمدرب لبرشلونة ضم لصفوف الفريق اثنين من أشهر نجوم الكرة الهولندية عبر تاريخها وهما الهولندي الطائر يوهان كرويف وظله الدائم يوهان نيسكنز ,
كرويف لعب خمسة مواسم مع برشلونة في الفترة مابين عامي (1973-1978) وحقق
مع الفريق لقبي الدوري (1973/1974) والكأس 1978 ليعود للفريق كمدرب بعد
ذلك بعشر سنوات وتحديدا عام 1988 ويستمر في قيادته حتى عام 1996 حيث نجح
معه كمدرب أكثر منه كلاعب , اذ قاد برشلونة بلقب بطولة الأندية الأوروبية
1992 وكأس الكؤوس الأوروبية 1989 والدوري الاسباني أربع مواسم متتالية من
(1990/1991) وحتى (1993/1994) وكأس اسبانيا مرة واحدة عام 1990.
المدفعية الهولندية الثقيلة رونالد كويمان انضم
لبرشلونة عام 1989 واستمر معه حتى عام 1995 وجاءت تجربته متميزة اذ كان
واحدا من جيل كروي منح برشلونة أول ألقابه في بطولة الأندية الأوروبية عام
1992 بل وكان صاحب هدف الفوز على (سامبدوريا) الايطالي في النهائي
الأوروبي في ملعب (ويمبلي) كما ساهم بفوز الفريق ببطولة الدوري لأربعة
مواسم متتالية من(1990/1991) وحتى (1993/1994).
في عام 1997 تعاقد برشلونة مع المدرب لويس فان غال الذي
دخل نيوكامب مزهوا بانجازاته مع (أجاكس أمستردام) ومع مجيئه دخل فريق
برشلونة في عصر كروي هولندي لم تنته آثاره حتى الآن فاعتمد على جيرارد فاندرليم كمساعد مدرب وعلى فرانك هويك كمدرب لحراس المرمى , وعلى صعيد اللاعبين ضم حارس المرمى رود هيسب والمدافع وينستون بوغارد والظهير مايكل ريزيغر ومع
هذه المجموعة نجح فان غال في موسمه الأول بالفوز بثلاثة ألقاب دفعة واحدة
, اذ فاز بلقبي الدوري والكأس وكأس السوبر الأوروبية فامتلك مبررا مقنعا
لادارة النادي لزيادة عدد اللاعبين الهولنديين في الفريق مؤكدا أن الأسلوب
الكروي الهولندي بات يلائم الفريق أكثر من أي أسلوب آخر فانضم عام 1998
للفريق المهاجم الهداف باتريك كلويفرت ولاعب الوسط فيليب كوكو والمهاجم السريع بودوين زندن .
ومرة أخرى تخدم الظروف (لويس فان غال) لزيادة عدد اللاعبين الهولنديين فانضم التوأم دي بوير والجناح النفاث مارك أوفر مارس ولكن
جرت الرياح بما لاتشتهي سفن فان غال اذ تعثر الفريق وساءت نتائجه فلم تجد
ادارة النادي بدا في الاستغناء عن خدماته عام 2000 ليعود للفريق مرة أخرى
عام 2002 جالبا معه مساعده أندرياس يونكر وبعقلية كروية غريبة وعدائية تجاه نجوم الفريق من غير الهولنديين فكان فان غال يستغني بدم بارد عن خدمات الرازيلي ريفالدو ويدفع بالأرجنتيني ريكيلمي الى
غياهب الاحتياط واليأس مما انعكس بشكل سلبي على الفريق الذي تدهورت نتائجه
بشكل مريع وبات الجميع يخشون عليه من خطر الهبوط للدرجة الثانية فكان لابد
من الاستغناء عن خدمات لويس فان غال عام 2003 وتسليم قيادة الفريق للمدرب أنتيش في
فترة انتقالية حتى نهاية الموسم نجح خلالها في انقاذ الفريق واعادة بعض من
بريقه وبالتالي تأهله لمسابقة كأس الاتحاد الأوروبي في الرمق الأخير.
بعد تجربة (لويس فان غال) السوداوية اعتقد الجميع أن الرئيس الجديد لنادي برشلونة خوان لابورتا لن يكرر تجربة سلفه غاسبارت وأنه سيخفف من عدد اللاعبين الهولنديين في الفريق ولكنه فجأة تعاقد مع المدرب الهولندي فرانك رايكارد رغم أنه لايمتلك رصيدا غنيا بالانجازات والألقاب في مجال التدريب كما ضم الظهير الهولندي جيوفاني فان برونكهورست ولاعب الوسط مارك فان بوميل في
عودة جديدة ذكرت جماهير برشلونة بالأيام الوداء التي عاشوها مع لويس فان
غال , ولكن رايكارد نجح في كسب ثقة الجماهير الكاتالونية وحقق بطولة
الدوري الاسباني مرتين ودوري أبطال أوروبا مرة واحدة قبل مغادرته في نهاية
الموسم الحالي بعد خروج برشلونة خالي الوفاض للموسم الثاني على التوالي .
وقد تستمر الحكاية مع اللاعبين الهولنديين لاسيما مع بروز أنباء عن اهتمام برشلونة بالتعاقد مع مهاجم أجاكس أمستردام كلاس يان هانتل